تحتوي مكتبة الإسكندرية على أربعة متاحف، هي: متحف السادات، ومتحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم.
متحف السادات
يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل في مدينة الإسكندرية. وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ حيث تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة ٢٦٠ مترًا.
وسيشاهد الزائر قبل دخول المتحف عرض "بانوراما التراث" (Culturama) عن الرئيس السادات. وقد تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التليفزيون المصري مجموعها ١٢ ساعة تضم عددًا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات "أكشن بيوجرافي"، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التي لم تذع من قبل، سواء في مصر أو الدول الأجنبية.
ويضم المتحف عددًا من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة، سواء داخل مصر أو إهداء من دول أخرى، وذلك بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان قرينته.
يضم المتحف أيضًا عددًا من الميداليات، بالإضافة إلى مجموعة من البدل المدنية والعسكرية، والبدلة العسكرية التي كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكري في ٦ أكتوبر ١٩٨١ مغطاة بدمائه.
وسيجد الزائر كذلك جهاز الراديو الخاص بالسادات، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعددًا من أندر الكتب التي أهديت إليه ، وعددًا من "بورتريهاته"، إلى جانب العصا الشخصية الخاصة به، ومجموعة من السيوف العربية، والدروع التذكارية، و"البايب" الخاص به، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.
كما أهدت السيدة جيهان السادات إلى المتحف صندوقًا يضم ثلاث مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت للرئيس الراحل خلال زيارته إلى القدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضًا تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقًا شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءًا منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.
متحف المخطوطات
إدارة مُتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية هي إحدى الإدارات الحيوية التابعة لقطاع التواصل الثقافي، والتي تتميز بطابع ثقافي أكاديمي تعليمي؛ إذ إنها تضم بين جنباتها أقسامًا مختلفة تتميز بالنهج المعرفي العلمي المتطور، ويشترك بعضها مع بعض في تناغم من أجل عمل هذه المنظومة المتكاملة التي بدأت في عام ٢٠٠١ وفقًا للمادة الثانية من القانون رقم ١ لسنة ٢٠٠١ بشأن مكتبة الإسكندرية، والتي اكتملت بإنشاء قاعة العرض الـمُتحفي بموجب القرار الجمهوري رقم (٢٦٩) بتاريخ ١٢ سبتمبر لعام ٢٠٠٢.
وتتلخص رؤية متحف المخطوطات في نطاق تركيز جميع الجهود والموارد البشرية والمادية لتصبَّ في خدمة الزائرين والباحثين. ويهدف إلى التعريف بالذخائر التراثيَّةِ ونوادرِ المخطوطاتِ والكتبِ وحفظِها والعناية بها بشكل علمي سليم، وذلك لجميع الفئات العمرية في المجتمع. يهدف أيضًا إلى التعاون والتبادل العلمي في مجالِ المخطوطاتِ مع المتاحفِ والمراكز المناظرةِ في دولِ العالم. ويهتم متحف المخطوطات بتطوير وتدريبِ الكوادرِ البشريَّة في مجالِ الحفظِ المتحفي وترميم المخطوطات والعمل على نقل الخبرات في مجال الترميم والحفظ البيئي إلى صغار المرمِّمين في المؤسسات الإقليمية والدولية، لصنع جيلٍ من المرمِّمين الجدد يقوم بدوره داخل مؤسساته التي يعمل بها، من خلال الدورات التدريبية وورش العمل. ويعمل متحف المخطوطات على توفير أكبر عدد ممكن من المخطوطات المصورة من جميع أنحاء العالم وإتاحتها للباحثين بشكل مناسب.
متحف الاثار
ولدت فكرة استضافة متحف للآثار داخل مجمع مكتبة الإسكندرية الثقافي حين تم اكتشاف عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي، وذلك ضمن أعمال الحفر التي تمت قبل إقامة المكتبة في موقعها هذا.
ومتحف الآثار هو أحد المتاحف القليلة في العالم التي تعرض قطعًا فنية تم اكتشافها في نفس مكان عرضها.
وقد تم افتتاح المتحف رسميًّا في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٢. وقد اختيرت مقتنياته بعناية لتعكس تاريخ مصر الثري والمتعدد الثقافات والممتد عبر الثقافات الفرعونية واليونانية والرومانية، والقبطية والإسلامية، مع التركيز على الإسكندرية والمرحلة الهيلينستية. ويحتوي المتحف على ١١٣٣ قطعة معروضة أبرزها المجموعتان التاليتان:
قطع فنية اكتشفت أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة (١٩٩٣-١٩٩٥).
آثار رُفعت من قاع البحر المتوسط بالقرب من الميناء الشرقي وفي منطقة خليج أبي قير.
وقد أنشئ المتحف في عام ٢٠٠١ بهدف تعزيز البحث والابتكار من خلال البرامج والأنشطة المختلفة. فهو يعمل على تعريف زائريه بالفترات المختلفة من تاريخ مصر، وعلى توعية الشباب والنشء ثقافيًّا عن طريق تقديم مجموعة مختلفة من البرامج التعليمية.
وقد صُمِّم المتحف بأسلوب عصري باستخدام أحدث تقنيات التصميم الداخلي؛ مثل أنظمة الإضاءة البصرية الحديثة التي تناسب المعارض، وأنظمة مكافحة الحريق والسرقة. وأضيفت اللغة الفرنسية مؤخرًا إلى بطاقات الشرح بجميع الأقسام بالمتحف بجانب اللغتين العربية والإنجليزية لخدمة كافة زائري المتحف.
يعد الموقع الإلكتروني لمتحف الآثار والذي يضم قاعدة بيانات مسجل عليها ما يقرب من ألف قطعة أثرية هو الأول من نوعه على مستوى مصر؛ من حيث عرضه لأغلب مقتنياته للجمهور على شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. حيث يستطيع المستخدم من خلال الموقع الدخول على أيٍّ من أقسام المتحف وقراءة مقدمة تاريخية وفنية عن العصر الذي تنتمي إليه القطع المعروضة بتلك الأقسام، يلي ذلك عرض تفصيلي وسلس لأهم القطع الأثرية المعروضة بالقسم. كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف.
متحف العلوم
يُلقي متحف تاريخ العلوم الضوء على الجانب التاريخي للعلوم في مصر من خلال ثلاث حقب تاريخية مهمة؛ هي: مصر الفرعونية، والإسكندرية الهلينستية، والحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى؛ حيث يحتفي المتحف بالعلماء الذين أثروا بأعمالهم العلم والمعرفة. ويسعى المتحف إلى إحياء الاكتشافات العلمية والإنجازات العظيمة لقدامى العلماء وكذلك المترجمين الذين أتاحوا لهذه الأعمال أن تتخطى حواجز الزمان والمكان.
ومتحف تاريخ العلوم ليس بمتحف تقليدي، فهو يقدم عدة أنشطة تستهدف الجمهور العام، وخاصة طلبة المدارس، بالإضافة إلى تنظيمه لعدة جولات متحفية تقليدية.